...كوكسال بابا .. ورزق الهبل ع المشاهير .
" تكمن فضيلة الإنسانية الأعظم فى أن يسيطر الإنسان على جنوح نفسه.. لا أن يفرض سيطرته على الآخرين عنوة " .
هذه مقولة موجزة ومعبرة جداً قالها جلال الدين الرومي منذ زمن وهى مقولة غاية فى الدلالة والتعبير _لمن يدرك معناها_ ولعلها تصلح لإستعارتها "كجملة إعتراضية" _على تلك الواقعة الهزلية التى حدثت بمصر منذ أيام من قبل إدارة مطعم شهير للمأكولات المشوية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة.....والذى قام بإستضافة الأخ التركى "كوكسال بابا ".
وللتوضيح وللأمانة فأنا لم أكن أسمع عنه أو أعرفه من قبل !! المهم أنه وحسب ما حاولت فهمه مؤخراً..يمثل لبعض شباب هذه الأيام "ظاهرة" لحالة شهرة سطحية....وأرى مثل كثيرين غيرى أنها (ظاهرة وقتية) تماثل فى محتواها ظاهرة شاكوش وبيكا ومحمد رمضان وأمثالهم.. وليس أكثر ولا أبعد من ذلك.
مما يعنى أنها شخصية ليست ذى حيثية فكرية ..أو سياسية أو فنية _ ليثار حولها كل هذا الاهتمام ..وتلك الهالة الإعلامية التى سلطت عليها والمبالغ فيها_ إلا أن الملفت فى الواقعة أن ما حدث هو العكس...فبدا الأمر لنا _وكأننا بصدد حدث القرن فى مصر وهنا كان الإستفزاز ..... إذ أنه :
..كان يمكن لإدارة هذا المطعم ألا تفرض سيطرتها المبالغ فيها تلك وهى تروج للزيارة...ولكنها جنحت جنوحاً شديداً فى ذلك وصل إلى حد (البذخ) المستفز لقطاع عريض من المصريين حيث قامت إدارة هذا المحل بإستقبال هذا الرجل بمصر لعدة أيام وذلك مقابل مبلغ ٠٠٠ر١٠٠دولار طبعا بجانب تحمل تكاليف الإقامة الكاملة بأحد أهم الفنادق الكبرى والشهيرة بالعاصمة وتوفير طاقم من البودى جارد ومترجمة وسيارات ..وخلافه .
..وقد يكون كل هذا مقبول...ولا إعتراض لأحد عليه..ولكن ما
كان مستفزاً...ويحق الاعتراض عليه _وعلى حسب ما جاء من رد فعل سريع لمستشار جليل ومحترم عبر الصفحة الشخصية له وكان فى صورة بلاغ لمعالى النائب العام..حيث كتب يدين ما كان وحدث من وقائع خلال وقت هذه الزيارة من أمور هزلية وسفه وإسفاف خلقى ..وشمل الأمر بذخ شديد ومستفز تمثل فى عرض قوائم شتى للطعام تكفى فى محتوى عرضها وحسب ما شاهدنا لعدد من العائلات ولكنها قدمت على شرف شخص واحد وهو الأخ كوكسال بابا هذا ..
والذى كان كل ما فعله فى هذه الزيارة التاريخية لمصر ..أنه جاء فقط لكى ... يأكل ويلتقط الصور مع بعض الفتيات وهو يقبلهن تارة..وتارة أخرى يصفع بعض الشباب المتنطع صفعات متتالية على الوجه وعلى القفا وعلى طريقة الملاكمين ....كل هذا وهو جالس على كرسى مميز جداً صنع خصيصاً له شبيه بكراسى الملوك والأمراء..والأغرب من ذلك _ أنه كان يجلس بخلفية تحمل علم مصر !! .
وكان يمكن لهذا المطعم وإدارته..أن يفعلوا كل ذلك وأكثر منه فى نطاق حدود هذا المطعم وبين جدرانه ورواده...ودون تلك الهالة الإعلامية حفاظاً على مشاعر الفقراء من المصريين بدلاً من تسويقه والترويج له بهذه الصورة الإستفزازية التى جرت وشيرته إدارة المحل عبر فيديوهات ... وأخذته بعض القنوات التليفزيونية وأذاعته... فدخلت ﴿الحالة الكوكسالية الباباوية﴾ هذه معظم البيوت المصرية عنوة ..وبطريقة فرض السيطرة .
...ولو سئل الأخ كوكسال بابا نفسه عن إنطباعه لما حدث معه فى مصر أثناء هذه الزيارة ؟؟؟ .... لأجاب ...وبمنطقية قائلاً :
.... إنه رزق الهبل ع المشاهير !!! .
